أرشيف

نساء يتحرشن بالرجال.. ورجال يصابون بالذعر

مما يقال عن النساء أنهن "يأبين وهن راغبات" وهذا نظراً لطبيعة المرأة، فهي تحاول أن تخفي مشاعرها دائماً لعدة أسباب، منها الحياء والدلال لكن هناك من الرجال من يدعي أن امرأة حاولت معاكسته وتحرشت به جنسياً.. فما مدى صحة هذا الادعاء؟ وهل من الممكن أن تتحرش المرأة بالرجل؟ربما هذا التحقيق يكشف عن شيء من هذا..

شعور بالنقص

  • البداية كانت مع «حياة» وهي موظفة تحمل مؤهل دبلوم حاسوب والتي قالت: الرجل الذي يدعي مثل هذا فهو يعاني من الشعور بالنقص ويريد أن يلفت إليه الأنظار، ثانياً هو لا يتمتع بأي نوع من الصداقات في حياته، فهو لديه فشل في التواصل مع الآخرين وإقامة علاقات معهم ولأنه قد لا يستطيع أن يتعامل مع المرأة؛ يحاول بين فترة وأخرى أن يتحدث عن امرأة ما تحرشت به ثم يبدأ يتحدث عن أنه يخاف من أن يقع في فخ النساء ويرتكب المحرم وهكذا..».

التحرش سراً

  • أما «منى» وهي ربة بيت فقد قالت: «مستحيل أن تتحرش المرأة بالرجل جنسياً عيني عينك، أما في الخفاء وعبر الهاتف الجوال وحال تنكر المرأة وأخذها اسما مستعارا فهي قد تعاكسه وتقول له ما تريد من عبارات الحب والغرام».

قد يحدث ولكن…

  • وقالت «سهير» وهي موظفة: «هذا الشيء قد يحدث ولكن في مخيلة الرجل فقط، أما المرأة فهي مهما كانت فهذا يشوه سمعتها ولكن الرجال يعملون ذلك من باب ضربني وبكى وسبق بالشكى، فالرجل، خوفا من الفضيحة أنه تحرش بالمرأة، يحاول إلصاق التهمة بها».

والرجل قد يفسر في تخيلاته أي كلمة أو حركة تصدر له من المرأة على أنها رسائل حب وأنها تريده أن يتحرش بها".

مشاعر باردة

  • «أثير» خريجة وتبحث عن وظيفة فقد قالت «المرأة تحاول فقط إغراء الرجل إما بملابسها أو كلامها لتفتنه، أما التحرش الجنسي فهو عمل فاضح لا تقوى عليه المرأة مهما تحررت ومهما كانت جرأتها إلا إذا طفح الكيل بسبب مشاعر زوجها الباردة، وذلك من باب أن تقول له نحن هنا وليس كل النساء تفعل هذا فحتى مع الزوج هناك نساء متحفظات جداً».

أبواب مغلقة

  • أما «أسماء» وهي طالبة جامعية فقد قالت "إذا عملت المرأة هذا فهي ممن ليس لديها ما تخاف عليه؛ فالسمعة قد تكون ذهبت وانتهى أمرها وليس لديها وضع اجتماعي محترم أو مركز وظيفي، أما الرجل فهو قد يكذب في مثل هذا الادعاء إذا لم تكن المرأة مقيمة في المنزل الذي يقيم هو فيه، فالمرأة مهما كانت سيئة وفاقدة للأخلاق والدين فهي لن تقدم على التحرش بالرجل إلا داخل منزل وبعد أن تغلق الأبواب كما حدث في قصة زليخا وسيدنا يوسف عليه السلام".

من باب الكيد

  • «أمونة سالم» فقالت: «سمعت من قريبة لي بأن أحد الموظفين خرج من الطابق الذي في مكتب إحدى الزميلات مذعوراً وبعد فترة قال بأنه تعرض لمحاولة تحرش من قبل زميلته، مثل هذه الحكاية لا تستوقفني كثيراً لأنه من باب الكيد للمرأة ليس إلا».

لا نستبعد هذا

  • أما «حسن أبو مروان» عامل، 33سنة، فقد قال "نحن لا نستبعد حدوث مثل هذا الشيء مع أننا نرى في نسائنا وأمهاتنا وأخواتنا خيراً كثيراً لكننا كما قلنا لا نستبعد حدوث مثل هذا لسببين أولاً بسبب قصة المرأة التي راودت نبي الله يوسف عليه السلام، وهذا جاء في القرآن الكريم ثم حكاية النسوة اللاتي قطعن أيديهن وهددنه بالسجن إن لم يفعل، ثانياً كقوله صلى الله عليه وسلم "سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر من هؤلاء السبعة رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله".

عبر الجوال والنت

  • أما «خالد» سواق فقد قال: «المرأة تريد الرجل لكن الرجل هو من يبحث عنها ويطلبها وإذا كانت المرأة المسلمة تستحي أن تقول لوليها أنها موافقة على الزواج وهو مما أمر به الدين، فكيف تستطيع أن تتحرش بالرجل؟

صحيح أن المرأة قد تتصل برجل ما تعرفه أو لا تعرفه بالجوال أو عبر الإنترنت لكن هذا لا يعتبر تحرشاً وإنما حديث وخضوع بالقول».

رأي علـم النــفس

وعن رأي علم النفس فقد تواصلنا مع الباحثة النفسية والاجتماعية "منى الكوكباني" العاملة بمستشفى دار السلام للأمراض النفسية والعقلية حيث قالت "التحرش الجنسي قد يحدث من الرجل ضد المرأة لكن من المرأة ضد الرجل فهذا شيء نادر جداً والحالة الوحيدة التي يحدث فيها مثل هذا الشيء النادر هو أن تكون المرأة مريضة بمرض عقلي يطلق عليه اسم "مانيا" وهو ما يعرف بالهوس الجنسي وهو من الأمراض التي من النادر جداً أن تصاب بها المرأة، وهناك فرق بين الهوس الجنسي وبين الرغبة الجنسية العالية حيث أن الرغبة الجنسية العالية أمر يكاد يكون طبيعياً أما الهوس الجنسي فهو مرض عقلي.. وعندنا في دار السلام ، هناك حالة واحدة فقط كانت تعاني منه ولم نصادف بعدها أي حالة ولله الحمد.

أما موضوع قصة المرأة التي راودت سيدنا يوسف عليه السلام والتي قال البعض أن المرأة يمكن أن تتحرش بالرجل بسبب هذه القصة فنقول لهم بأن هذه الواقعة لها خصوصيتها التي لا يمكن أن تتكرر، أولاً لجمال سيدنا يوسف عليه السلام والذي لم ولن يتمتع به أي رجل، ثانياً حب تلك المرأة لسيدنا يوسف عليه السلام لدرجة أن نساء المدينة عيرن عليها هذا الحب الذي وصل إلى شغاف قلبها، فتلك المرأة أحبت سيدنا يوسف لدرجة كبيرة، ولهذا فإن أي امرأة في مكانها كانت ستفعل الشيء ذاته وهذا ما حدث مع نساء المدينة اللواتي قطعن أيديهن حين نظرن إلى سيدنا يوسف ، وهذه القصة كانت امتحاناً من الله ليوسف عليه السلام، وعلينا أن نتعلم منها وأن نأخذ العبرة وليس أن نجعلها قاعدة ونبني عليها الأحكام لأنه ليس كل الرجال يوسف وليس كل النساء زليخا".

زر الذهاب إلى الأعلى